الإعلام التربوي
تتغير الظروف من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان والإنسان بطبيعته يتكيف مع الظروف المحيطة به حسب الزمان والمكان ومن الطبيعي أن يبحث عن أفضل الوسائل المعينة له للعيش بهذه الحياة ليكون فاعلاً باستثمار الفرص وتحويلها لصالحه، ونحن في هذه الأزمة العالمية والتي اجتاح بها وباء كورونا المستجد "كوفيد 19" حواجز الزمان والمكان، أصبح "التعلم عن بعد" ضرورة ملحة فبادرت وزارة التعليم وبكل ما تمتلكه من وسائل سمعية وبصرية تهيئ للطلاب والطالبات أجواء التعلم في مرافئ العلم عبر منصات الكترونية وقنوات تلفزيونية.
وللبحث عن الأثر الإيجابي من تجويد الناتج التعليمي في التعليم عن بعد كان السؤال لمدير الإشراف التربوي بالإنابة الأستاذ سالم بن سعد الموكاء عن ما هي أفضل الوسائل لتجويد الناتج التعليمي في التعليم عن بعد ؟
أجاب بأنه تتوزع الأدوار والمهام في التعليم عن بعد بما يخص كلاً من ادارة التعليم ومكاتب التعليم وإدارة الإشراف التربوي والمشرفين التربويين والمعلمين وكذلك المدرسة وأولياء الأمور والطلاب أنفسهم، وتأمين احتياجات الطلاب " من أجهزة وبرامج "، وتوفير البيئة المناسبة للطلاب " غرفة هادئة مجهزة واضاءة مناسبة"، والمتابعة المستمرة من أولياء الامور لابنائهم الطلاب والطالبات من حيث دخول منصة مدرستي ومتابعة الطلاب للدروس وتنفيذ الأنشطة والواجبات، والتواصل المستمر بين أولياء الأمور والمدرسة والمعلمين ، والإشراف والمتابعة من قائد المدرسة والمشرف التربوي للمعلمين عبر منصة مدرستي وتقديم الدعم والمساندة لهم وتقييم أعمالهم والمحتوى والأنشطة والإجراءات التي تقدم للطلاب وكذلك أعمال التقويم، والمتابعة الشاملة والمستمرة من الادارة العامة للتعليم ممثلة في إدارة الإشراف التربوي ومكاتب التعليم وإدارة تقنية المعلومات بتقديم الدعم اللازم وتقييم العمل في منصة مدرستي ورفع التقارير اللازمة .
كذلك أوضحت مديرة التوجيه والإرشاد الأستاذة نوير عايد الشمري بسؤالها عن ما هي أفضل الوسائل لتجويد الناتج التعليمي في التعليم عن بعد، أنه يعد التعليم عن بعد نقلة نوعية في تعلم الطلاب وتغيير لابد من التعايش معه واتخاذه كفرصة للتحسين وتسليط الضوء على زوايا مظلمة حان الأوان للتركيز عليها فالأسرة أصبحت تتحمل مسؤولية متابعة الأبناء والاهتمام بمستوى تحصيلهم العلمي وأصبحت التقنية ووسائلها هي جسر العبور الذي لابد من إجادة استخدامه ومهارات المعلم التقنية أصبح لابد من صقلها و لضمان تجويد الناتج التعليمي في التعليم عن بعد لابد من تحسين وسائل ذلك من خلال استمرار الدراسات والبحوث في عملية التعليم عن بعد ودراسة آثار ذلك بطرق علمية مدروسة، وتثقيف الأسرة وتحسين مستوى الإدراك بالاهتمام بالمستوى المعرفي للطالب ومتابعة الأبناء وضرورة انضباطهم، وصقل مهارات المعلمين وتمكينهم من استخدام التقنية والقدرة على التواصل مع الطلاب والتركيز على مستوى التحصيل المعرفي، وتعزيز التعلم الذاتي للطالب وتقويمه لتحصيله المعرفي ومنح الفرص المناسبة لممارسة التعلم والتفاعل مع المعلم بما يضمن كونه محور العملية التعليمية، والتركيز على مستوى أداء الطلاب ومتابعة أصحاب الظروف الخاصة ودعمهم بما يضمن تمكنهم من فرص التعلم المتاحة أسوة بزملائهم، واستمرارية التحديث والتجديد والبعد عن النمطية والرتابة المملة بإحداث طرق مختلفة تضمن استمرارية تفاعل الطلاب ببيئة تقنية جاذبة.
كما تطرقت نوير الشمري بالحديث عن "الأثر الإيجابي على المعلم في التعليم عن بعد" أن التعليم عن بعد منح فرص جوهرية للمعلم، في البيئة الجاذبة التي تسعى المؤسسات التعليمية لتحقيقها للمعلم دائما لن تكون أفضل من تواجده داخل منزله وتتيح له حرية كاملة في باقي وقته دون الارتباط بزمن يومي محدد ومسؤوليات إضافية أخرى فجهده مرتكز على العملية التعليمية ، وينهض التعليم عن بعد بمستوى المعلم لتجعل منه معلم رقمي قادر على مواكبة مستجدات العصر والتفاعل مع التقنية الحديثة ليحقق منها الاستثمار الأمثل للوقت والجهد ونشر المعرفة الرقمية وإنتاج الوسائط التقنية والاطلاع على المستجدات للتمكن من مواكبة متطلبات التعليم عن بعد ، كذلك يمنح التعليم عن بعد فرصة تركيز المعلم على المستوى المعرفي للطالب دون التأثير بالمشتتات كالمشاكل السلوكية أو هدر الوقت في أمور جانبية وتنظيمية لتهيئة البيئة التعليمية للطالب ، و فرصة استخدام مصادر متنوعة متاحة قد لا تتوافر في البيئة التعليمية الغير تقنية.
وفي نفس سياق الأثر الإيجابي على المعلم في التعليم عن بعد تكلم مدير مكتب التعليم بمدينة فيد الدكتور زيد بن عماش الهبيرة أنه من الإيجابيات القدرة على مواجهة التحديات التي تواجه التعليم بأي شكل من الأشكال ، وينمي مهارات المعلمين والمعلمات في التعلم المستقل والتعلم الذاتي عبر الانفجار المعرفي والتقني المتسارع من خلال خلق منظومة تعليمية متطورة تتماشى مع التقدم المتسارع في العالم ،
واستشراف المستقبل الذي يجعل المعلمين والمعلمات أكثر اهتماماً عند استخدام تقنيات جديدة في التعليم، الذي ينمي مهارات المعلمين والمعلمات حول التعلم الذاتي ويكسبهم مهارات شخصية جديدة أمام القيادة والمجتمع عبر الثقة بالنفس ، والجودة في الأداء والمخرجات.
كما بينت مديرة الإشراف التربوي الأستاذة نوال الحربي عن ما هي أفضل الوسائل لتجويد الناتج التعليمي في التعليم عن بعد، أن هناك عدة نقاط منها قياس الأداء وتحليل نتائج الطلاب و التدريب والتنمية المهنية، وكذلك الإجراءات التصحيحية المستمرة لرفع الناتج التعليمي وأيضاً وضع خطط لدعم نواتج التعلم وتحديد المهام وختمت باستخدام التقويم المتنوع .
وأما عن الأثر الإيجابي على المتعلم في التعليم عن بعد، فقالت أنه يتيح فرصة التعلم الذاتي وتعزيزه واستخدام التقنية الإيجابي وتعزيز الاستقصائي في التعليم.
وكذلك الأثر الإيجابي على المعلم في التعليم عن بعد، أنه يعيد صياغة دور المعلم في عمليات التدريس ليصبح موجهاً ومسانداً وميسراً للعملية التعليمية، وفيه مواكبة المستجدات وتسخير التقنية في عملية التعليم والتعلم .
وحول الأثر الإيجابي على المؤسسة التعليمية في التعليم عن بعد، ذكرت أن فيه تغيير ثقافة التعليم والتعلم وتجديد الممارسة التعليمية التعلمية، وكذلك فتح آفاق مبتكرة لتطوير التعليم وأيضاً نشر التعليم والوصول إلى أبعد نقطة.
وفي محور الأثر الإيجابي على المؤسسة التعليمية في التعليم عن بعد ذكرت مديرة التوجيه والإرشاد الأستاذة نوير عايد الشمري بينت أن المؤسسة التعليمية لا تقتصر على الطالب والمعلم وإنما تشمل البيئة والأنظمة والعوامل الداخلية والخارجية التي تبذل المؤسسة جهودا لا تخفى في تهيئتها وضبطها لضمان استمرارية العملية التعليمية وتحقيق أهدافها، ويمنح التعليم عن بعد للمؤسسة فرصة التركيز على متابعة العملية التعليمية ودراسة نواتج التعلم والتركيز على أداء المعلم والطالب في العملية التعليمية بطرق تقنية تضمن استثمار الوقت والجهد وتحقيق العدالة والحصول على نتائج واقعية للأداء بطرق رقمية لا تقبل التأويل ودراستها بتقارير تضمن رفع مستوى مخرجاتها والتركيز على الطالب المتدني المستوى وكذلك مساعدة المعلم في تحسين مستوى أداءه والتركيز على الدعم الفني وضمان تواصل الطالب مع المعلم والتركيز على الطلاب الذين يمرون بظروف مختلفة تعيق مسيرتهم التعليمية واحتوائهم .
ذكرت نوير الشمري عن "الأثر الإيجابي على المتعلم في التعليم عن بعد" أن من أهم المميزات التي يجب تسليط الضوء عليها في عملية التعليم عن بعد بالنسبة للطالب تواجد الطالب في بيئة مختلفة تعزز فيه كثير من الإيجابيات في عملية التعلم عن بعد فالطالب يحظى بنوع من الاستقلالية الفردية التي تتيح له ممارسة أنواع مختلفة من التفكير ومنحه الوقت الكافي لذلك بالإضافة لإمكانية تعويض الدروس التي لم يتمكن من حضورها في الموعد المحدد نتيجة ظروف معينة فالتعليم عن بعد منح المتعلم فرصة التعلم المتزامن وغير المتزامن ، وفي التعليم عن بعد يتحول أسلوب التعليم من التلقين إلى أسلوب تفاعلي بمؤثرات بصرية وسمعية تجعل الطالب محور العملية التعليمية وتضمن تفاعله معها بما يناسب أنواع الذكاءات المختلفة لدى الطلاب وتمكين الطالب من التعامل مع مصادر التعلم المختلفة ودمجها في بيئة تقنية تتناسب مع طموحات ورؤية الوزارة ، والأمر الجدير بالذكر هو تواجد الطالب في بيئة صحية ونفسية تتيح له التركيز على العملية التعليمية دون عرقلة بعض الأمور النفسية والسلوكية التي قد تحيط بالطالب مثل التردد والخجل ومشكلات النطق وغيرها ....، وبما يضمن مراعاة الفروق الفردية وإيجاد فرص حقيقية لتكوين سلوك إيجابي لممارسة التعليم بالتعلم الذكي والتقني بما يضمن إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وجهد ممكن .
وفي المحور "الأثر الإيجابي على المتعلم في التعليم عن بعد" أوضح رئيس قسم التربية الإسلامية عبدالله بن محمد الخليل، أن التعليم عن بعد له آثار إيجابية على المتعلم إن أحسن التعليم تتمثل في نواحي كثيرة لعل من أهمها: مواكبة التقدم المتسارع في عالم اليوم في المجال التقني والاستفادة من هذا المجال في البناء العلمي وتنمية القدرات وتطوير المهارات .
وكذلك الحصول على المعلومة بسهولة من خلال خيارات متعددة ومتاحة إلكترونيًا . وكذلك اعتماد الطالب على نفسه وشعوره بالمسؤولية من خلال اختيار المصادر ومتابعة الدروس .
وأخيرًا لابد من القول أن التعليم عن بعد ضرورة أوجبتها الظروف الراهنة بسبب فيروس كورونا لكنه إيضًا ضرورة حتمية لمستقبل تعليمي متطور ومتجدد.
وذكر قائد مدرسة الشيخ محمد بن إبراهيم الثانوية راضي بن عبدالله الشمري بأن وزارة التعليم تسعى مشكورةً و تبذل جهوداً جبارة في توفير البيئة التعليمية المناسبة للطالب وقد قامت وزارة التعليم ظل انتشار فيروس كورونا بإيجاد الحل الأمثل والمناسب للمعلم والطالب وولي الأمر محاولةً وجاهدة بتحويل التحديات إلى فرص لممارسة التعليم بالتعلم الذكي والتقني ( التعلم عن بعد )
ومن أبرز إيجابيات التعلم عن بعد في ظل انتشار فيروس كورونا القدرة الفائقة لوزارة التعليم في إيجاد الحلول والتعامل مع الأزمات بنجاح باهر، وضمان استمرار العملية التعليمية للطالب وعدم ضياعها عليهم، وإكساب الطالب مهارات شخصية تجعله أكثر اعتماداً على نفسه وتنمية مهارات التعلم الذاتي لديه، ومواكبة التطور التقني الحاصل في ظل رؤية المملكة ٢٠٣٠ والتحول الرقمي، يساعد على اكتشاف البراعة الرقمية للطلاب في مرحلة الطفولة المبكرة، إيصال المعلومة للطالب في أقل وقت وجهد، والتركيز على المحتوى الدراسي بشكل مركّز بحيث لا يكون هناك مجال للحديث الجانبي، وضمان سلامة منسوبي المدرسة من التعرض لفيروس كورونا، وسهولة التواصل بين المعلم والطالب مهما بعدت المسافة بينهما .